أختنا (الحمد لله على كل حال) ..
أولا سنتين تعتبر لا شيء في عمر العلاقة الزوجية .. أنا أن شاء الله تعالى أتحدث منك من واقع تخصص وخبره .. أعذريني فالأسباب التي ذكرتيها لا ترقى لطلب الطلاق .. إلا أن كنت كرهتيه ومبيته النية وتتعذرين بأي تصرف من تصرفاته فهذا أمر أخر. أسمحي لي وأنا والله لك ناصح وأعتبرك أختي الصغيرة أو بنتي .. كون زوجك عصبي فهذا غير مسوق لطلب الطلاق فأغلب رجال مجتمعاتنا هكذا للأسف ومنهم أخوانك ربما أو أقاربك وأنا من هءلاء الرجال. وجزء من المشكلة لديك فتعاملي مع الواقع وليكن لديك فن التعامل مع المشكلات ويمكنك عوضاً عن التشائم والحزن ومتابعة مواقع المطلقات والنميمة التي دمرت بيوت عامرة (اعذريني على قسوتي) أن تقرأي كتب في فن التعامل مع المشكلات الزوجية وهي متوفرة في النت بشكل يسهل الوصول اليه .. تذكري أننا لا نقدر أن نتحكم في أنفعلات الأخرين ولكننا نقدر على أحتواءها والتعامل معه أو عدم أثارتها تجاهنا..
أما طلبه منك عدم مواصلة الدراسة والتهديد بأخذ طفلتك .. فأولاً لو حصل طلاق لاسمح الله فلن يحصل على حضانة البنت وهذا أمر مفروغ منه لهذا فالتهديد هنا غير واقعي .. ولهذا يجب عليك الحوار معه سواء مباشرة أو من خلال شخص قريب منه (أخ أو أخت أو أب ) عن الأسباب .. ربما لديه أسباب يجب عليك نقاشها و تفنيدها .. مثلاً قد يرى أن تغيبك وأنشغالك بالدراسة عن الطفلة له نتائج تربوية سيئة عليها ومعه في هذا حق ولكن بأمكانكم اتباع سياسة سهله وهي سددوا وقاربوا .. فلديك مثلاً جامعات مثل الملك فيصل أو الملك عبدالعزيز أو الجامعة العربية المفتوحة وغيرها يمكن الدراسة عن بعد وحضور المحاضرات بالنت وبهذا توفقين بين رغبتك وأحتياج أسرتك .. أوضحي له أهمية أن تكون الأم متعلمة لأسباب تربوية لأطفالها أو لأسباب أقتصادية فلا ضمان للمستقبل فقد يأتي اليوم الذي تضطرين فيه للعمل لمساعدته .. وفي كل الأحوال أعلمي رعاك الله أن الشهادة الأكاديمية لكِ رصيد مذخور بصرف النظر عن عملتي أم لا ..
أخيراً تأكدي أن الطفلة ليست أبنتك وحدك وأنه والدها أيضاً والطبيعي أنه يشعر بنفس الشعور الذي تشعرين به تجاه أبنتك فلا تكوني أنانية في الطرح أو ان تحملي نفسك ما لا طاقة لها به فسواء استمر الزواج أو تم الطلاق فيجب أن تقنعي نفسك أن والدها مسؤول مشارك معك في التربية سواء نفسية أو أقتصادية..
أسمحي لي فبمجرد دخولك على موضوع عن حقوق المطلقات فهذا بلاشك دليل أن فكرة الطلاق أما رغبةً أو هاجساً قد أختمرت في مخيلتك للأسف .. ولهذا أنصح لك في أخر ردودي عليك أن تكوني أيجابيه في نظرتك للأشياء ولا تقفزي للحلول قبل التحليل والمحاولة .. تذكري أن الفرج لا يكون الا أن سبقه العسر وأن المخرج لا يكون الا وان سبق الضيق .. كوني لزوجك مثل ما يشتهي (في حدود شرع الله وآمره) .. الرجل أسهل كائن يمكن تطويعه مهما طالت المدة وفي الغالب تصرفاته لا تعكس حقيقته .. فتجديه يكابر وينفعل ولا يقبل الصلح .. صدقيني هذا كبرياء هو يريد الالحاح وان تظهري له قوته وضعفك .. يعشق أن تعتذري له اكثر من مره حتى يقبل الصلح رغم انه في نفسه قد قبله من أول مره ..
أختي .. تجربتك فيها بعض الاشكاليات ولكن مرحلية أن شاء الله .. وفي كل الأحوال هي لن تكون أسوء من الطلاق والعيش في كنف الأخرين حتى ولو كانت الأم .. أن كنتي تريدين نجاح حياتك وصلاحها فأول أمر هو أن تبعدي فكرة الطلاق من بالك .. لا تدخلي مواقع المطلقات والفاشلات في الحياة الزوجية فهي تجارب مختلفة ولها اسباب مختلفة ولا يمكن باي حال اسقاط أي تجربة زوجيه على أي واقع زوجي أخر ..
هذا ما لدي في هذا الموضوع فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان